قصيدة للشعب الفلسطيني

شعبنا المنتصر

يا شعبي المتألق روعة

فيك الرجولة في زمن القحط، أقدسها

وأنت الإباء، فاشمخ

فأنت العزة أمام الوضعاء

هاماتنا تنحني لصمودك المعجزة

فهو الصفعة لمن يتشدق بالبطولة

وأنت وحدك الشاهد على سقوط العدالة

وحقوق الإنسان المهدورة

وصفعة لكل من يرى المجزرة

ولا تحركه مشاعر النبالة

ومن مجزرة إلى مجزرة

صرت تعرف الجميع وإن ارتدوا الأقنعة

وأنت وحدك تقارع حثالة البشر

هو زمن الكرامة زمنك

زمن من يقول لا للمجرم والمستعمر

الزمن زمنك فقاوم...
* * *

أين الجدار خلفنا نتكئ إليه ؟!

لا جدار وراءنا يسندنا , يؤنسنا

أين أنتم أيها الشرفاء

في عالم العروبة والدين

أبكي على فقدانكم

ابكي على المتفرجين على موت أطفالي

ألم يحرك الدمار مشاعركم

ألم تؤجج النيرانَ فيكم مناظرُ دمائي ؟!

الله هو الحق والخير والعدل

فأين المؤمن ليدافع عن صفاته ؟!

* * *

وأنا لن أبكي على أطفال المخيمات

مزقت أشلاءهم حراب الأعادي

وطائرات المستعمر الحاقد

ودبابات المحتل الغاصب

أنا لن أبكيهم

فدمهم يسري في كل طفل من بلادي

وسيبعثون أحياء فينا

وسيتدفق دمهم الدافئ في شرايينا

وستختلط دموعهم البريئة بدماء شهدائنا

وشعب صامد يطوي جراحه

ويقف أعزل في وجه الدبابات.

* * *

أنا لن أتحدث عن التضامن

ولا عن عروبة ماتت منذ أزمان

فقد قتلت بعهرها الأنظمة كل القيم

أنا لن أسأل عن المعتصم

ولا عن صلاح الدين

أنت يا شعبي صلاح الدين والمعتصم

هكذا كنت فلتبق أنت وحدك

فأنت الفلسطيني المنتصر

قاتل بالرصاص ، بالسكين ، بالحجر

وابق صامداً

فصمودك وحده

يفضح من لا يخجل

وصمودك وحده

يبشر بميلاد الوطن .

* * *

لا لن تهدأ ولن تطمئن أيها المستعمر

ولن تنام سعيداً على الأشواك

دماؤنا الثمن ندفعه لنسترد الوطن

فهل دماؤك تهرقها ثمناً للصوصية ؟!

أي غبي يبيع حياته

وهو المتكالب على المتع

ما أنتم أيها الغرباء سوى علقة شرهة

نبتت في زمن المستنقع

إنه التاريخ الأسود المعتم

رسمته أنياب أوروبا وأمريكا والعصابات

وباركته أنظمة العرب الخائنة

ولن يبقى المستنقع مستنقعاً إلى الأبد

إنه الزمن وسيأتي يومنا، وقد بدأ

الزمن نحن وستكون فلسطين كلها لنا

فلم يدم في التاريخ مستعمر على وجه الأرض

إن قال الشعب لا، ولم يهدأ

ومهما طال الليل فستشرق الشمس

نحن الشمس، والضياء نحن

فمن أنتم أيتها العصابات التترية ؟!

ومازلنا في الطريق والزمن طويل بيننا

وستصحو ذات يوم أيها المحتل

وترى الحقيقة التي لم ترد أن تقرأها

منذ أن جئت بخرافة التوراة

وأرى قوافلك تعبر البحر

مهرولة نحو أسواق المال

نحو مدن المتع الرخيصة وأمن الحياة

وكما من الجنوب البطل طردت ذليلاً

وكما رفع ابن الجنوب الراية المنتصرة

ستخرج من أرضنا مطروداً ومقهوراً

إنه اليقين، إنه التاريخ

إنها حتمية انتصار حرية البشر.